الدراسات الاجتماعية بعيون مختلفة…؟؟

الدراسات الاجتماعية من أكثر الميادين غموضا لدى العديد من الباحثين والمهتمين. ومن أسباب هذا الغموض في تقديرنا المتواضع، عدم الفهم الجيد لحقيقة العلاقة القائمة بين ” الدراسات الاجتماعية ” و” العلوم الاجتماعية ” و” الواقعة الاجتماعية.

الحاجة إلى الدراسات الاجتماعية:

مرحبا بكم معنا…. اخترنا أن نتحدث إليكم من خلال لون مختلف من المواضيع التي لها تعلق بالعمران والاجتماع البشري وهو موضوع الدراسات الاجتماعية. وأهمية الموضوع في أن الموارد البشرية لكل مجتمع عمودها الفقري. ولذلك تم تصنيفه ضمن المباحث الخطيرة لما له من بعد عظيم الأثر في الحكم على المجتمعات وصياغة خطط تنميتها وتطويرها واستشراف مستقبلها قياسا إلى الواقع والتجربة.

إنه موضوع الإنسان من حيث هو مجتمع وكتلة كما أقر بذلك غير واحد من كبار علم الاجتماع كـ ” الفارابي ” و” ابن خلدون ” و” دوركهايم “. أما موضوع الإنسان من حيث هو فرد فذلك اختصاص علم النفس وهو علم له رجاله.

مرحبا بكم معنا إذن إلى رحلة بحث متواضع في حلقات بدايته مقاربة مفاهيمية لـمركبات لفظية من قبيل ” الدراسات الاجتماعية ” و ” العلوم الاجتماعية ” و ” الواقعة الاجتماعية ” مرورا بالدراسات الاجتماعية عند بعض المفكرين والفلاسفة العرب وغيرهم. انتهاء بعلم الاجتماع التطبيقي.

على أن ثراء الموضوع وتشعب موضوعاته سيفرض حديثا على عناصر جزئية؛ منها ما له تعلق بسوسيولوجيا الفهم للمجتمعات البشرية وما له علاقة باستقلال علم الاجتماع بموضوعات حصرية ومواضيع واستشكالات أخرى ستأتي في حينها.

الدراسات الاجتماعية بعيون مختلفة:

الدراسات الاجتماعية من أكثر الميادين غموضا لدى العديد من الباحثين والمهتمين. ومن أسباب هذا الغموض في تقديرنا المتواضع، عدم الفهم الجيد لحقيقة العلاقة القائمة بين ” الدراسات الاجتماعية ” و” العلوم الاجتماعية ” و” الواقعة الاجتماعية “. فما طبيعة العلاقة بين هذه المفاهيم الثلاثة ؟ وما وجه التشابه والاختلاف بينها ؟

لأننا نؤمن ابتداء بقلة الاصطلاح[1]  بمعناه العلمي الدقيق في مجال العلوم الاجتماعية وغيرها من المجالات فإن ما سنعرضه لا يعدو أن يكون اجتهادا نرجو له الصواب من خلال استنطاق تعاريف لبعض الباحثين في حقل العلوم الاجتماعية عموما.

وعليه نبني ونقول إن” الدراسات الاجتماعية ” social

Studie” عند ” LHanna Quillen “هي ” تلك الموضوعات التي ترتبط مباشرة بتنظيم المجتمع البشري وتطويره وبالإنسان كعضو فعال داخل المجتمع[2]”  وجاء عنهما في سياق الحديث عن العلوم الاجتماعية بأنها مجموع ” العلوم والمعارف والأفكار المتعلقة بتطور هذه المجتمعات الإنسانية ونموها[3] “.  

أما Ralph preston ”  ”  فقال في شأن الدراسات الاجتماعية إنها ” أجزاء العلوم الاجتماعية التي تم اختيارها في ميادين المعرفة التي تتعامل مع السلوك الاجتماعي للإنسان، ومؤسساته الاجتماعية “[4] .

ويتفق كل من ” Edgar wesly ” و ” Stanley wronski ” على أن الدراسات الاجتماعية تشتمل على أجزاء أساسية من السلوك الاجتماعي (البشري) ووسائل البحث والاستقصاء …[5]” كما يتفقان في أن العلوم الاجتماعية تمثل المواد الدراسية التي تهتم بعلاقة الانسان المتبادلة مع أخيه الانسان ومع المجموعات البشرية الأخرى من جهة ومع البيئة والطبيعة من حولهم من جهة أخرى[6]” .  فأمكن القول بناء على ما سبق:

1.  أن هذه التعاريف تتفق في المعنى العام وتختلف من حيث اللفظ والعبارة ليس أكثر. ووجه الشبه أن كلا منهما يهتم بالإنسان ومحيطه أي بالإنسان من حيث هو عنصر له انتماء وحضور وتفاعل داخل وسط أو محيط معين.

2.  أن الدراسات الاجتماعية جزء من العلوم الاجتماعية وهو ما أكده ” جروس ” ورفاقه حين قولهم إن ” الدراسات الاجتماعية تستمد من ميادين العلوم الاجتماعية [7]”  ما يعني أن الثانية تمثل أساس المعرفة بالنسبة للأولى[8]، وأنها المصدر الأساس لمحتوى دراسات اجتماعية ( واقعة/ أو قضية اجتماعية )

3.  أن التخطيط لدراسة واقعة اجتماعية ذات صلة بالقيم أو التراث والمشكلات القائمة والتغيرات الطارئة في المجتمع يستمد بياناته من العلوم الاجتماعية.

4.  أن حجم ومجال العلوم الاجتماعية أكثر اتساعا فهي الأساس والمصدر والمنهج الذي عليه اعتماد الدراسة الاجتماعية لوقائع الإنسان من حيث هو عضو يعكس ثقافة مجتمع أو محيط.

وفي أفق متابعة الكتابة في هذا الموضوع إليكم منا أسمى عبارات التقدير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته…..

           تابعونا في الجزء الثاني من هذه الموضوعات المختصرة …

   عن الراقم عزيز هادي ، بقلمي

على هامش هذه الكلمة :

تحية طيبة إلى كل من زار هذا الفضاء

[1] –  الاصطلاح صياغة تعريف يوحد ثلة من الباحثين بالتوافق على نقاط مشتركة بينهم، فهو اتفاق بعد منازعة …وقلما تجد هذا المعنى بل أغلب الظن أن كثيرا منا يتحدث عن تعريف عرف به مفكر أو عالم أو كاتب فينسب إلى الاصطلاح وهو منه بعيد إجرائيا رغم ما قد يتضمنه من عناصر القوة

[2] –  جودت أحمد سعادة، مناهج الدراسات الاجتماعية، دار العلم للملايين – بيروت – لبنان، الطبعة الأولى 1984، ص31.

[3] –  نفس المصدر/ الكتاب، ص 32.

[4] –  نفس المصدر/ الكتاب ، ص 34.

[5] –  جودت أحمد سعادة، مناهج الدراسات الاجتماعية، دار العلم للملايين – بيروت – لبنان، الطبعة الأولى 1984، ص34.

[6] –  نفسه نفس المصدر/ الكتاب ، ص 39.

[7] –  نفسه نفس المصدر/ الكتاب ، ص 40.

[8] –  جودت أحمد سعادة، مناهج الدراسات الاجتماعية، دار العلم للملايين – بيروت – لبنان، الطبعة الأولى 1984، ص39.

تحتوي هذه المشاركة على 14 من التعليقات

  1. maseczki z filtrem

    I’m extremely pleased to discover this website. I wanted to thank you for ones time just for this fantastic read!! I absolutely enjoyed every part of it and i also have you bookmarked to see new stuff in your site.

  2. maseczki jednorazowe

    Thanks for the suggestions you have shared here. Something else I would like to express is that laptop or computer memory specifications generally increase along with other advances in the engineering. For instance, if new generations of processor chips are brought to the market, there is certainly usually a similar increase in the size preferences of all computer system memory and hard drive space. This is because software program operated simply by these processor chips will inevitably increase in power to take advantage of the new technology.

  3. brand cialis

    Definitely, what a great blog and revealing posts, I definitely will bookmark your site. Best Regards!

  4. zoritoler imol

    As a Newbie, I am constantly exploring online for articles that can be of assistance to me. Thank you

  5. israelxclub.co.il

    Itís hard to come by well-informed people in this particular subject, however, you seem like you know what youíre talking about! Thanks

  6. عزيز هادي

    WELCOME
    If you are interested in achieving financial freedom, do not hesitate to contact me. The project is beyond expectations

  7. عزيز هادي

    Welcome
    I put in your hands a powerful project that will make you one of the richest people in the world. The project is realistic and supported by countries and governments because it is legal, realistic, and has a very strong roadmap. The decision is yours

اترك تعليقاً