إشكال تحديد موضوع علم الاجتماع

إشكال تحديد موضوع علم الاجتماع:يظل قائما رغم الاجتهاد في حصره وتدقيق عناوينه المؤطرة؛ قد يأتي باسم العمران البشري أو تحت مسمى الطاهرة الاجتماعية أو تحت مسمى آخر

إشكال تحديد المفهوم :

بعد العرض السريع الذي تفضلنا به في الحلقات السابقة من موضوع علم الاجتماع أو” العمران البشري” والتي تقرر من خلالها أن “الظاهرة الاجتماعية” أو” الواقعة الاجتماعية ” مرتبطة ارتباطا وثيقا بمحيط الإنسان أي بالإنسان من حيث هو عضو ينتمي إلى محيط أو جماعة من بني جنسه ننهي إلى علمكم بعد البحث والتأمل أن موضوع السوسيولوجيا أقرب في خصيصته إلى الزئبق. يقول “كلود ريفيير”: كل علم يفترض كمدخل للتحليل تعريفا أو على الأقل تحديدا لموضوعه.. في إشارة منه إلى صعوبة حصر اهتماماته وموضوعاته [ورغم اجتهاده في تدقيق الأمر أكثر حين قوله: [إن] موضوع السوسيولوجيا هو كل ما يمكن أن نضيف إليه نعت “اجتماعي  social  “، يبقى إشكال تحديد الموضوع واختياره في علم الاجتماع واقعا يفرض نفسه.

التداخل بين مختلف العلوم والعلوم الانسانية:

وتجدر الإشارة إلى أن التحديد الذي تفضل به ريفيير من خلال القول السالف الذكر من هذه المقالة الفورية لا يمكن اعتباره تحديدا لموضوع بالسوسيولوجيا على وجه يقصي العلوم الأخرى من دائرة الاهتمام بنفس الموضوعات، لأن العلوم الأخرى تدرس بدورها مواضيع يمكن أن نضيف إليها وصف “اجتماعي”.

وقد أرجع بعض الناس – طبعا – هذا الإشكال إلى  أن علم السوسيولوجيا Sociology لا زال في طور التكوين. وعلله آخرون بكون الحدود بين مختلف العلوم والعلوم الإنسانية والفلسفة غير ثابتة، باعتبار أن ليس هناك توزيع قبلي لمختلف المشاكل أو القضايا على مختلف العلوم بوجه عام.

يشفع لهذا التعليل الأخير في تقديرنا أن تخصيص كل علم بمشكل أو قضية معينة على سبيل الحصر دون أن نقبل بالتداخل والامتداد سيجعل من استيعابها للجديد أمرا مستحيلا أو على الأقل أمرا في غاية التعقيد حتى لا نبالغ.

هذا وإذا كانت السيوسيولوجيا Sociology ذلك العلم الذي تكمن خصوصيته في الصعوبة الخاصة التي تواجهه لكي يصبح علما كالعلوم الأخرى، كما سبق بيانه – بعلة أن موضوعه لا يمكن أن يحدد من خلال تعريف ما – فلا ينبغي أن ينتهي بنا إلا موقف عدمي يقلل من قيمة السوسيولوجيا، بل لابد من التأكيد على أن صعوبة تحديد موضوعه أو موضوعاته قياسا إلى التداخل والامتداد الذي بينه وبين مجموعة علوم أخرى  لم تحل بينه وبين الولادة – أي النشأة –  كما لم تحل بينه وبين التقدم.

بل لقد نشأ هذا العلم وتقدم رغم الصعوبة التي علقت موضوعه وذلكم عنصر قوة تفرض علينا احترامه واحترام خصوصيته وأهدافه بوجه عام.

تحية طيبة إلى كل من صادف هذه المقالة الفورية ضمن سلسلة الدراسات الاجتماعية بين المفهوم والتجربة Social studies between concept and experience والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ملحوظة: ترقبوا منا ضمن نفس الموضوع مقالة بعنوان ” الموضوع الاجتماعي عند دوركهايم Durkheim …

وإلى ذلكم الحين إليكم منا أطيب التحايا.

     بقلمي/ عزيز هادي


تحتوي هذه المشاركة على 2 من التعليقات

  1. zoritoler imol

    Great blog right here! Additionally your site rather a lot up fast! What web host are you the usage of? Can I get your affiliate hyperlink for your host? I want my website loaded up as fast as yours lol

  2. israelxclub.co.il

    Itís hard to come by well-informed people in this particular subject, however, you seem like you know what youíre talking about! Thanks

اترك تعليقاً