في محراب السياسة: المشاهد السياسية

الاستثناء قاعدة ولذلكم فالمقالة أسفله تنبه من باب الغيرة على المصلحة العامة إلى جانب من المشاهد السياسية في البلاد العربية تدعي الاصلاح وهو منها بريء براءة الذئب من دم يوسف.

تصدير:

ما إن يبدأ مشهد سياسي حتى يختفي أبطاله تحت ذريعة “المشهد الثاني”. يأتي “المشهد”، فتعيش مع مسرحية، لا علاقة لها بالمشهد الأول، تترقب عودة أبطال المشهد الأول، فتصادف ميلاد مشهد ثالث، تعيش وأنت تترقب المشهد الثاني يعود، تجد نفسك أمام مشهد آخر، بأبطال يرسمون برنامجا مستوردا، أو تجربة فاشلة، لكن المشهد ينتهي، لا أهداف ولا نتائج، كل ما هناك مشاركة في لعبة المشاهد.

كواليس السياسة:

سأل أحد الممثلين: لماذا نغير وجوهنا ؟ لماذا نتلقى دورات تكوينية في تقليد أصوات أبطال سبقونا في المشاهد السابقة؟ بينما نحن جسم جديد بقشيب مختلف؟
ـ سؤال من الأهمية بمكان. انتهى دورك في المشهد.
ـ قال أحد المشاهدين لفصول المسرحية، لم أفهم حتى الآن ماذا يجري معنا في لعبة المشاهد هذه؟
ـ حدق به زميله وقال غبي، إنها مسرحية سياسية أبطالها محنكون، أنظر واستمتع ولا تعليق. إياك أن تحلم بالسياسة حتى، فقد أصبحت مهمة أمن الدولة مراقبة الأحلام، لا تأخذهم سنة أبدا.
انكشف أمر صاحبي، وكان سببا في إعفاء رجل أمن كلف بمراقبته، بسبب الإخلال بالواجب المهني. أما صديقي فخير بين أمرين؛ إما “التغريب”، وإما (التغبير)، مع المصالحة والتعويض عن الأضرار بعد خمسين عاما.
لا يهضم حق ولا هم “يحزنون”، فسياسة الدولة أخياف؛ ما يفسده “عطاروا السياسة” في مشهد، يبعث الله لها بين الفينة والأخرى من يجدد أملها في الحياة (بعد الخمسين). تلك سياسة المشاهد السياسية في كل شيء، في التعليم، والقضاء والإدارة. نظام ممتاز ضمن التصنيف العالمي لسياسة الإستغباء.
فاصل ونواصل…
أمطر مطر العراق حسنة وضع لها شعار:”خطاب تاريخي“.
ينعي فيه بعض ( رجال الإصلاح ) وقال:
رأيت جرذا
يخطب اليوم عن النظافة
وينذر الأوساخ بالعقاب
وحوله
يصفق الذباب !
ضحكت ولكن… وجدتني وحيدا.

آمنت بمدنية الإنسان، وانخرطت في سياسة المتاهات.
إملاءات لطيفة:​
شرطنا للمواطنة المواطنة في كثير من البلاد العربية:
ـ أن تكون غبيا بالقوة غبيا بالفعل.
ـ أن تكون مبرمجا في فن الاستغباء.
فإن لم تكن هذا ولا ذاك فثمة بدائل أخرى:


ـ أولها: قانون الصمت، وذلك طبيعة الطبيعة، فإياك إياك أن تكون نشازا ضمن جماعة حكم القدر عليها بالصمت طوعا أوكرها.
ـ ثانيها: قانون القبول ، وذلك أن تقول نعم أبدا في موضع اللاء (لا) . لآن “اللاءات أو الرفض والتمرد” تهمة شيطانية كما وصفها عبد الكريم برشيد المغربي من خلال كتيبه”مؤذنون في مالطة”. وهو ممتاز الفحوى لمن يفهم ما وراء الأكمة.
ـ ثالثها قانون التعطيل: وهو ديدن غالب إنسان الوطن الكبير، وذلك أن تقتل ثقافة الأفكار، وتؤمن بثقافة الأشياء، أن تعطل العقل وتكون كائنا نباتيا تستهلك الخبز وتجتر المعرفة.  أما الإنتاج فليس إلا لمجتمع المعرفة ( المجتمعات المتقدمة ) ولك أن تقرأ للمفكر الجزائري “مالك ابن نبي” من خلال كتابه” فكرة كومنولث إسلامي” في حين حديثه عن فوضى الأشياء والأفكار في البلدان التي تحسن استهلاك الموجود ليس أكثر.
تنبيه: قال غاندي: “كل عمل تفعله لأجلي دوني فهو ضدي”.

على هامش الكلام:

” أرجوا ألا أكون في هذا الهذر الذي أوردته، والمورد الذي توردته كالباحث عن حتفه بظلفه، والجاذع مارن أنفه بكفه، فألحق بالأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا” مقامات الحريري – ص 03 . وأتمنى أن تكون هذه الكلمة باهتة، أمام شلال الإصلاحات(المرتقبة)، حتى لا يكون التلاعب بمصير البلاد والعباد من السنن المؤكدة في المغرب الكبير ليتجدد فينا شوق التبتل الصادق في محراب السياسة، ويكون له منا العرفان، كل العرفان.

بقلمي، عزيز هادي …… مقالة مسموع


هذا المنشور له تعليق واحد

  1. נערות ליווי

    Hello! I simply would like to offer you a huge thumbs up for the great information you have right here on this post. I will be coming back to your blog for more soon.

اترك تعليقاً