الدين والملة بين الاصطلاح والاستعمال.

      وإذا كان هذا هو الفهم  الذي أخذه مصطلح الدين عند علماء الإسلام، فما هي مختلف المفاهيم التي اتخذها في الإستعمالات القرآنية ؟

على سبيل الابتداء:

أشرنا في مقال سابق، إلى أن الدين مفهوم زئبقي من جهة المعنى، سواء من ناحية  اللغة أو الإصطلاح، وتلكم صعوبة، لازمت ماهيته لدى كثير من الباحثين، على اختلاف تخصصاتهم ومرجعياتهم. وتزداد هوة هذه الصعوبة، عندما ينظر إليه – أي الدين – بمنظار المشترك الإنساني.

فكون هذا المصطلح مرتبط بجميع الأديان – Religions، البائدة منها والحاضرة، وبنواحي الحياة الشخصية للأفراد (كالشعور والتعبد والإعتقاد) من بين مجموع الإشكالات المرتبطة به. خذ مثالا :

إن من الناس من يخلط بين الأسطورة – the legend والدين – Religions. 

ومنهم من قال إن الدين يطلق على تلك الأنظمة، والعادات والتقاليد الموروثة.

وآخرون قالوا إن الدين هو : العبادة والطقوس، أو الشعور   الخفي، الذي يجعل الإنسان يؤمن بشيء، فيعظمه ويرهبه.

وحيث إن الأمر بهذه المثابة، وجب القول – من باب تمييز الدين – إن الأسطورة، ما هي إلا وقائع تاريخية، حرفها الإنسان وزاد عليها وعظمها، أو هي أفكار متخيلة جعلها رموزا أخلاقية وعبرا، ولا تحمل المعنى العميق، الذي وراء التدين، وهو العبادة1.

الاستعمال القرآني والاصطلاح البشري:

أ. الاصطلاح البشري:

      وبناء على هذا، سنحاول تقصي دلالة هذا اللفظ، من الناحية الإصطلاحية.    والإصطلاح الذي نقصده هاهنا اصطلاحان : أحدهما شرعي، وهو حصيلة تفكير علماء الإسلام، الذين  دأبوا على قاعدة عامة مفادها أن المراد  بالمصطلح، تلك المعاني المبثوثة في ثنايا الكتاب العزيز، وهو فهم سليم. غير أننا ارتأينا  أن نخصص له مبحثا قائما بذاته، لكونه يتجاوز حدود اللغة والإصطلاح، بحكم أن الإصطلاح لايكون إلا باتفاق بعد منازعة2، والقرآن الكريم، لامنازعة على معانيه، بل هو مرجع نؤصل من خلاله لكثير من معاني اللغة العربية. وأما الثاني، فهو دلالة اللفظ في اصطلاح علماء الغرب، وقد قدمنا المفهوم الشرعي على الغربي، لأن الضرورة زمنهجية الكتابة والبحث في الموضوع تقتضي ذلك.

جاء في كتاب “مقومات التصور الإسلامي لسيد قطب، أن الدين هو: ” المنهج الذي تسير عليه جماعة من الناس” . فإن  كانت حياتهم تسير على منهج  الله، فهم في دين الله، وإن كانت تسير على منهج من غير صنع الله، فهم على غير دين الله3.

      ومعنى هذا، أن الدين يشمل الأديان الوضعية والسماوية، بدليل قوله تعالى : {لكم دينكم ولي دين}4 . وهذا الفهم للدين، غير ما ذهب إليه علماء الإسلام، حينما قالوا بأن الدين هو : “التسليم لله ولانقياد له “فالدين هنا بمعنى الملة، أي ملة الإسلام وعقيدة التوحيد، بدءا من آدم عليه السلام، إلى خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى { إن الدين عند الله الإسلام }5.

      وذهبت طائفة أخرى من علماء الشريعة، إلى أن الدين : “وضع إلهي سائق لذوي العقول السليمة باختيارهم (…) إلى الصلاح في الحال والفلاح في المآل”6.

      فأما قولهم (وضع)، فهو شيء موضوع، بصرف النظر عن كونه حكما أو غير حكم7. وهذا الموضوع ليس من إيحاء النفس،  أو تخيل العقل، أو تنظيم الإنسان، بل ينسب إلى الله عز وجل، وهو معنى قولهم (إلهي). وأما قولهم (سائق)، فقصدهم منه أن يكون باعثا وحاملا للمكلف على الامتثال والاجتناب، مخرجين بذلك عن الدين كل وضع إلهي غير سائق، كإنبات الأرض وإمطار السماء، وما يسوقهم وغيرهم من الكائنات، كالبحثعن المعاش وسبله. ولا يحصل هذا لذوي الطابع دون الحمقى والمجانين والأطفال، وهو معنى قولهم، (لذوي العقول السليمة).

ومع هذا الفهم، تصل الحياة الآمنة، والنعيم في الدنيا وسعادة الآخرة. وهو ما يقصدونه بقولهم “باختيارهم إلى الصلاح في الحال والفلاح في المآل”. ليكونوا بذلك، قد أخرجوا ما يساق إليه الإنسان بدافع الوجدان والغريزة كدافع غريزة الجوع والعطش8.

بيان النسبة بين المفاهيم:

      واضح أن هذه المفاهيم،  تنطبق على الأديان السماوية Heavenly religions كاليهودية والمسيحية والإسلام9، لأنها شرائع كلف الله سبحانه كل ذي عقل سليم باتباعها- دون غيرها من المعتقدات  الباطلة- وحذر من مخالفة ما جاء به رسله عليهم السلام لكونه تعاليما ربانية موضوعة منه ونسبتها إليه سبحانه. وهذا عين ما ذهب إليه الدكتور عبد الكريم بن زيدان في كتابه “موجز الأديان في القرآن”10،  وهو فهم سليم. ولكن لاينبغي أن  يفهم منه معنى الحصر؛ أي حصر التعريف في حدود الدين الحق، بل هو عام يشمل جميع الأديان وضعية كانت أو سماوية؛ ألا ترى أن كل شيء11 من وضع الله عز وجل، فهو سبحانه  الحكم القاضي، الذي يلهم الإنسان التفكير في ملكوته، فخوف الإنسان من قوى الطبيعة وعبادته للأرواح، ليس دافعا نفسيا فحسب، بل هو وضع إلهي سائق إليه لمعرفة الحقيقة، ثم إن اختيار الصلاح والفلاح من طبع النفس الإنسانية الرقيقة، وهما قاسمان مشتركان بين الإعتقادات جميعها.

      أما الدكتور عبد المجيد عمر النجار، فقد عرف الدين بأنه “التعاليم الإلهية، التي خوطب بها الإنسان على  وجه التكليف”12. وهو تعريف  خاص أيضا، نحى فيه منحى من سبقه.

      أما المفهوم العام لمصطلح الدين Religion، فهو “ما يعتنقه الإنسان ويعتقده ويدين به، من أمور الغيب والشهادة”13. لأن الغيب سكن العقل الإنساني، في جميع مراحله تطورية14.

الدين عند عبد الله دراز:

      لكن يبقى تعريف عبد الله دراز، أعم من هذه التعاريف جميعها، لأن الدين عنده هو : “الإعتقاد بوجود  ذات أو ذوات غيبية علوية لها شعور واختيار، لها تصرف  وتدبير للشؤون التي تعني الإنسان، اعتقادا من شأنه أن يبعث على مناجاة تلك الذات السامية في رغبة ورهبة، وفي خضوع وتمجيد. وهو تعريف صحيح إذا اعتبرنا الدين حالة نفسية، أما من حيث هو حقيقة اجتماعية، فهو جملة النواميس النظرية التي تحدد صفات تلك القوة الإلهية، وجملة القواعد العملية، التي ترسم  طريق عبادتها. وهو فهم  سليم والله عز وجل أعلم.

      وإذا كان هذا هو الفهم  الذي أخذه مصطلح الدين عند علماء الإسلام، فما هي مختلف المفاهيم التي اتخذها في الإستعمالات القرآنية ؟

     ب. الدين في الاستعمال القرآني :   

      تجدر الإشارة، إلى أن مصطلح “دين” في القرآن الكريم، يدور حول معان محدودة، لذلك لن نقوم بجرد كل الآيات التي ورد فيها هذا المصطلح، بل سنكتفي ببعض منها على سبيل التمثيل لا الحصر.

      وقبل أن نعرض لهذه الآيات البينات من الكتاب العزيز، نحب أن نشير إلى أن “الدين” في المفهوم القرآني، ليس بعيدا في معانيه عن الاصطلاح البشري، بل إن القرآن الكريم أورده بكل المعاني اللغوية والإصطلاحية السابقة، عشر مرات بعد المائة[15

      وقد لخص الأستاذ المودودي معاني هذه الكلمة في أربع وهي :

1- القهر، والسلطة، والحكم، والإكراه على الطاعة.

الطاعة، والعبادة، والخدمة، وقبول الذلة، والخضوع.

3- الشرع، والقانون، والطريقة، والمذهب، والملة، والعادة والتوحيد.

4- ثم الجزاء والمكافأة، والقضاء، والحساب16.

      وهناك من يضيف معنى آخر، إلى هذه المعاني الأربعة، وهي ما يدين به الإنسان ويعتقده ويتعبد به استدراكا أو تفصيلا انطلاقا من رأي شخصي أو بحث مبني على تقصي واستقراء.

      وتدخل المعاني الأربعة السابقة تحت المعنى الخامس ؛ ذلك أننا إذا قلنا بأن الدين، هو ما يدين به الإنسان، فلا يجب أن نفهم منه، أن هذه المعاني مستقلة عنه، فمن يدين بدين ما تصبح تعاليمه عادة، وشرعا، وقانونا، وطريقة، ومذهبا، وملة، وتقليدا له. ويطيع، ويعبد، من شرع هذا الدين، ثم يخضع لسلطانه وحكمه إكراها وطاعة، وبعد ذلك يرجو منه الجزاء والمكافأة، والقضاء والحساب. وهذا ما يؤكد أن المعاني السابقة متكاملة ومتجانسة، تفيد معنى واحدا، وهو الإتباع، والعبادة17.

      فالدين بالمعنى الأول، نحو قوله تعالى في سورة يوسف {ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك، إلا أن يشاء الله، نرفع درجات من نشاء، وفوق كل ذي علم عليم} فالدين هنا بمعنى من السلطان، كما قال بذلك ابن عباس، أو بمعنى الحكم، كما قال قتادة وهو متقارب18. وقوله تعالى في كتابه العزيز: {الزانية والزاني، فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهمارأفة في دين الله} إذ يحتمل أن يكون الدين هنا بمعنى الحكم19. ثم قوله تعالى: {وله ما في السماوات والأرض، وله الدين واصيا، أفغير الله تتقون…} فالدين : الطاعة والملك. قال زهير:

لئن حَلِلْتِ بجوف بني أسد             في دين عمرو، وحالت بيننا فَدَكُ.

      أما الدين بالمعنى الثاني، فمثاله، قول الحق سبحانه: {قاتلوا الذين لايؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، ولايحرمون ما حرم الله ورسله، ولا يدينون دين الحق…}20، “لا يدينون”، أي لا يطيعون و يمتثلون. وقوله تعالى : {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة، ويكون الدين لله }21، فالدين هنا : الطاعة، أي يكون الإنقياد خاصا لله. وقيل الدين السجود والخضوع لله وحده، فلا يسجد لغيره، قال الأعشى :

هو دَانَ الرِباب إذ كرهوا الديـ           ن، دراكا بغروة وصيَال.

والمعنى، أن الممدوح حمل الرباب على الطاعة، حين كرهوا الطاعة. يقال : دان الرباب : إذا أذلها. ثم دانت بعد الرباب : أي أذلت له وأطاعته22.

      وأما الدين بالمعنى الثالث، فقوله تعالى : {أفغير دين الله يبغون}. والمراد بالدين في هذه الأية، ملة إبراهيم عليه السلام، أي الإسلام23. ثم قول الله عزوجل {هوالذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره الدين كله، ولو كره المشركون}24، فدين الحق، الإسلام والملة. قال تعالى : {وجاهدوا في الله حق جهاده، هو اجتابكم، وماجعل عليكم في الدين من حرج ، ملة أ بيكم  إبراهيم،  هو سماكم  المسلمين}25، ويراد بالدين  هنا ،شرعة الملة. قال تعالى :{قل صدق الله، فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا، وما كان من المشركين}26. وجاء الدين في قول الحق سبحانه، {لا إكراه في الدين}27 بمعنى المعتقد والملة. أي الإسلام .

في الفرق بين الدين والملة:

      والفرق بين الملة والدين، أن الأولى تضاف إلى النبي (عليه الصلاة والسلام) الذي تسند إليه، نحو قوله تعالى : {ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا} وقوله تعالى : { واتبعت ملة  آبائي …}… فالملة تضاف إلى الذي أوحيت إليه، يقول الراغب الأصفهاني : ” الملة اسم لما شرعه الله تعالى لعباده على لسان الأنبياء ….”وأما الدين فيضاف إلى كل من يعتنقه. وعليه فإن أحكام التوراة ملة موسى، وأحكام الإنجيل ملة عيسى، لأنها شرائع حملاها عليهما الصلاة والسلام. وأما الدين فهو لله الواحد، لأنه مصدره وهو الديان. وهو كلام سليم، لأن الدين  واحد (من حيث التسمية والهدف) لايقبل لتعدد. وأما الملة، فجمع ملل، وهي بمعنى الشرائع المنزلة من عند الله تعالى، وحيا إلى أنبيائه؛ ومن ثم فالعلاقة بين الملة والدين علاقة عموم ونصوص، إذ الدين عام والملل أسماء خاصة تندرج تحته.

بيان :

      وعليه، فقولنا : “دين موسى” أو “دين إبراهيم” أو “دين محمد”، استعمال في غير محله، لأن “الدين واحد وهو الإسلام”، قال تعالى : {ملة أبيكم إبراهيم، هو سماكم المسلمين}. وقال تعالى : {إن الدين عند الله الإسلام}.

      هذا، ومن العلماء من نفى الفرق الجوهري، بين الدين والملة، فاعتبرهما كلمتين بمعنى واحد، وقال بأن الملة، هي : الشريعة أو الدين.

      وقد يرد الدين بمعنى العوائد والأحكام والسيرة أو المعتقدات، في مثل قوله تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين، ما لم يأذن به} أو بمعنى التوحيد في قوله عز وجل : {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا، والذي أوحينا إليك، وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه…}.

ومثاله أيضا قوله تعالى: { فاعبد الله مخلصا له الدين، ألا لله الدين الخالص} يعني التوحيد، قال قتادة : “الدين الخالص” “لاإله إلا الله”. ويقول عز من قائل : {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة، ويكون الدين لله}، أي : لايشرك معه صنم ولا وثن، ولايعبد غيره والمعنى ؛ حتى تثبت كلمة الإخلاص ” لاإله إلاالله ” وبه قال قتادة رحمه الله تعالى. ومثال هذا أيضا، قوله تعالى، في سورة لقمان :{وإذا غشيهم موج كالظلل، دعوا الله له مخلصين له الدين…}، وقوله تعالى:  {فأقم وجهك للدين حنيفا…}، وقوله تعالى، {وظنوا أنهم أحيط بهم، دعوا الله مخلصين له الدين…} ونحوه كثير في القرآن الكريم.

      وأما الدين بالمعنى الرابع، فذلك قوله تعالى : {ملك يوم الدين} وهو اليوم الذي يدين الله فيه العباد – أي يكافئهم فيه – بأعمالهم فيثبتهم على الخيرات، ويعاقبهم على السيئات، وهو معنى الجزاء والحساب، ومنه اشتق لفظ ” الديان “، وهو اسم من أسماء الله عز وجل، ومعناه الحكم القاضي. وقيل معناه المجازي بالخير والشر، وقد سئل بعض السلف عن علي ( كرم الله وجهه )، فقال : كان ديان هذه الأمة بعد نبيها، أي قاضيها وحاكمها. والديان على وزن فعال، من دان الناس أي قهرهم على الطاعة. ويقال : دِنْتُ الناس فدانوا ؛ أي : قهرتهم فأطاعوا. قال الأعشى الحرماني، يخاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم  : “يا سيد الناس وديان العرب”….

بعد استقراء جزئي ومتابعة:

      وباستقرائنا للآيات القرآنية، التي ورد فيها لفظ الدين، تبين أن لفظ “الديان” لم يرد في القرآن الكريم، وإنما ورد ذكره في السنة النبوية : “البر لا يبلى، والذنب لا ينسى، والديان لايموت، إعمل ما شئت كما تدين تدان”.

      ويدخل في الدين، بالمعنى الرابع أيضا، قوله تعالى : {إنما توعدون الصادق، و إن الدين لواقع}، فالدين هنا بمعنى  الجزاء، وقال مجاهد : هو بمعنى الحساب، ونظيره قوله تعالى : {هذا نزلهم يوم الدين}، ثم قوله تعالى في نفس السورة : {يسألون أيان يوم الدين}، أي : يوم الحساب والجزاء ، بدليل قوله تعالى : {يوم هم على النار يفتنون}.

      ويدخل في هذا الباب أيضا قوله تعالى : {ذلك الدين القيم، فلا تظلموا فيهن أنفسكم}، فالدين  بمعنى القضاء المستقيم، وهو قول ابن عباس. وقال جل شأنه : {أإذا كنا ترابا وعظاما أإنا لمدينون}، أي مجازون محاسبون. ثم قال تعالى : {هذا يوم الدين}، ونظيره : {وما أدراك ما يوم الدين، ثم ما ألدراك ما يوم الدين، يوم لا تملك نفس لنفس شيئا، و الأمر يومئذ لله}.

خلاصة الكلمة:

        والدين في المفهوم القرآني قد يرد، ويراد به : الذي يدين الله به العباد، وهو الإسلام. قال تعالى : { إن الدين عند الله الإسلام } والمعنى أن الدين الصحيح المقبول أو المقرر هو الإسلام.

والإسلام ، هو : الخضوع والإستسلام والإنقياد لله رب العالمين، وشرط هذا الإستسلام أن يكون عن طواعية واختيار، لأن ذلك هو جوهر الإسلام و حقيقته، قال تعالى: {أفغير دين الله يبغون، وله أسلم من في السماوات والارض طوعا كرها، وإليه يرجعون}. والإسلام بهذا المعنى هو دين الأنبياء جميعا، وهو الإستسلام لله، والإنقياد والخضوع لشرعه، وهذا ما جعلنا نؤكد من قبل أن المعاني  الأربعة السابقة متضمنة في المعنى الخامس.

بقلمي،


هوامش المقال:

  1. تاريخ الأديان وفلسفتها، طه الهاشمي، ص  ص 25 – 27.  ↩︎
  2. الدراسات المصطلحية والعلوم الإنسانية، لجماعة من الأساتذة، ج 1، ص 42. ↩︎
  3. مقومات التصور الإسلامي لسيد قطب. ↩︎
  4. الكافرون 6 ↩︎
  5. آل عمران 19. ↩︎
  6. الدين، عبد الله دراز. ↩︎
  7. بحوث في الثقافة الإسلامية، حسين عيشي عبد الطاهر، أحمد محمد الطيب، حسن عبد الرؤوف محمد البدوي، خليفة حسين العسال، ص 32، نقلا عن كتاب : أساليب الغزو الفكري لعلي جرشية. ↩︎
  8. موجز الأديان والمذاهب المعاصرة، مجموعة كتب ↩︎
  9. خواطر حول أزمة الفكر عند المسلم المعاصر، عبد الحليم أبو شقة. ↩︎
  10. الدين، عبد الله دراز. ↩︎
  11. نفسه. ↩︎
  12. موجز الاديان والمذاهب المعاصرة. ↩︎
  13. الدين، عبد الله دراز. ↩︎
  14. لا نقصد بهذا إلغاء وظيفة العقل البشري – نعمة الله إلى خلقه – في تأسيس علوم ومعارف جديدة لم تكن موجودة إلا بعد أن أجهد العقل نفسه في الكون بما يحويه من كنوز وطاقات وأسرار. ↩︎
  15. المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، محمد فؤاد عبد الباقي، ص ص 340-342 ↩︎
  16. النصرانية من التوحيد إلى التثليث، محمد أحمد الحاج، ص 16 ↩︎
  17. بحوث في الثقافة الاسلامية جماعة من الاساتذة ص 30 ↩︎
  18. تفسير ابن عطية ص 32 ↩︎
  19. نفسه ↩︎
  20. الوبة 23 ↩︎
  21. البقرة 93 ↩︎
  22. تفسير ابن عطية ج 02ص 388 ↩︎
  23. تفسير البحر المحيط ج 02 – ص537 ↩︎
  24. سورة التوبة 33 ↩︎
  25. الحج 76 ↩︎
  26. أل عمران 95 ↩︎
  27. البقرة 256 ↩︎

اترك تعليقاً