التنوع البيداغوجي وأهميته في تحفيز التعلم

نضع بين أيديكم نموذج مشروع تربوي موضوعه ” التنوع البيداغوجي وأهمية الإبتكار والتجديد في نقل المعارف والمعلومات داخل الوسط المدرسي “. المشروع قيم يستحق المتابعة.

التجديد البيداغوجي وأهميته:

الحمد لله وله الدين واصبا، والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين، وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع سنته وبعد، فإن هذه الورقة فرش نظري، وتصور أولي لما نروم تقاسمه مع السادة الأساتذة إن كتب القدر لنا فرصة، ضمن المجموعة التي سيتم اعتماد مشروعها وتجربتها جهويا في إطار التجديد البيداغوجي على مستوى الممارسة الصفية بالمؤسسات التربوية. وهو مشروع تربوي علمي، يلامس بشكل مباشر مضمون المذكرة (16X3905) كونه يسعى إلى تأهيل الأستاذ(ة) على سبيل الأصالة والتلميذ(ة) على سبيل التبع، بإيصالهما إلى قمة الإدراك المهاري والمعرفي والتكويني، من خلال التنسيق والانضباط لقرارات وتوجيهات اللجنة الجهوية العليا المشرفة على أجرأة وتنزيل المشاريع التربوية والتي تقصد إلى تحقيق الجودة من خلال التدبير الأمثل للموارد البشرية.. وتفضلوا بالاطلاع ضمن هذه الورقة على:

  • حقيقة المشروع الذي نعتزم الاشتغال عليه، وكيف أن متغير الخبرة المهنية، والاحتكاك والتقاسم، لها إسهام بشكل كبير في صقل تجربة التدريس وتطويرها.
  • أهمية اعتبار نظرية الذكاءات المتعددة في العمل بالمشروع وإنجاحه.
  • استعاضة الأستاذ بالتلميذ عن نفسه لتحقيق التعلم بالنظير.
  • مقترحات عملية لتسهيل أجرأة وتفعيل المشروع.
  • الأهداف العامة والخاصة للمشروع.

  أولا:   حقيقة مشروعنا التربوي:

 إيمانا منا بأن النمطية في التدريس تقتل الإبداع والابتكار، رأينا أن الغرفة الصفية الناحجة، هي التي تتيح للأستاذ فرصة “تأهيل التلميذ” في إطار ما يعرف في الأدبيات التربوية بــ :” التجديد البيداغوجي” بما يناسب الزمان والمكان والموضوع. بغرض تدبير العرض المدرسي وتحسينه، عبر صناعة المهارات وتطويرها لدى  التلميذ(ة) والأستاذ(ة) في آن معا. حتى يؤديا دورهما بالشكل المطلوب مع مراعاة حدود النسبة بين حرية الإبداع وتوصيات وزارة التربية الوطنية، من خلال برامجها ومناهجها، حتى لا تستحيل الحرية مرتعا للابتكار الأعمى.     

إن غرضنا من هذا المشروع الذي نروم التقاسم في شأنه مع السادة الأساتذة تحت إشراف اللجنة المكلفة بتأطير وإنجاح عمل الأستاذ هو بيان أهمية ترشيد القدرات والمهارات، والمعارف بناء على أهمية اعتبار نظرية الذكاءات المتعددة في تقويم وتقييم أداء المتعلم(ة) والمدرس(ة) في أن معا، أملا في الرقي بالبيئة المدرسية نحو الأفضل، خاصة وأنالعرض داخل الحجرة الصفية وخارجها يستلزم في ظل المقاربات الجديدة تسليط الضوء على جوانب متعددة من شخصية التلميذ(ة)، ويتأتى ذلك عند وعي الأستاذ(ة) بالدور المنوط به(ها) وهو التدبير المحكم من خلال التوجيه والإرشاد إلى منهج التعلم الصحيح، والإشراك في بناء المعرفة من خلال تقنيات عديدة أهمها في تقديرنا ” لعب الأدوار“، عوض “الشحن” واعتماد مبدأ الكم وتنزيل محتوى المقررات بطريقة آلية، دونما اجتهاد في تلبية حاجات المتعلمين، في عصر يعرف كثيرا من الدينامية والتطور والانفتاح. قال غاندي:” كل ما تفعله لأجلي دوني فهو ضدي“. وهو ما يعني التفكير جديا في منح جماعة الفصل الدراسي فرصة محاكاة الأستاذ(ة) في بناء الدرس، واستعاضة الأستاذ(ة) بالتلاميذ عن نفسه(ها)، لتحقيق بناء التعلم بالنظير، وهو أمر تأكدت لنا سهولة أجرأته من خلال الخبرة (المتواضعة) التي راكمناها في الفصول الدراسية.

وإليكم برنامج العمل الذي نعتقد صوابه في تقديرنا المتواضع كمقترحات عملية لتفعيل وأجرأة مشروعنا التربوي:”التجديد البيداغوجي وأهميته في تدبير العرض المدرسي” تقنية لعب الأدوار نموذجا. وهو كالآتي:

  • العمل على تقاسم وتبادل الممارسات الجيدة في إطار ما يعرف بتبادل متغير الخبرة المهنية. وذلك من خلال تنظيم دروس تجريبية تتيح إمكان بناء دروس نموذجية.
  • تفعيل دور التوجيه والإرشاد داخل الفصول الدراسية من خلال العمل بمشروع تأهيل التلميذ وهو مشروع تأكد لنا من خلال تجربتنا المتواضعة أنه أنسب لتطبيق بيداغوجيا الكفايات.
  • التنسيق العمودي والأفقي لبلورة تصور عن منهج الاشتغال خلال السنة الدراسية.
  • التنسيق مع الشركاء ممن رخصت لهم وزارة التربية الوطنية والمديرية الإقليمية لتحديد برنامج عمل مشترك يهم جميع أساتذة المادة.
  • الانضباط لقرارات اللجان المختارة على مستوى الجهة أولا، وعلى مستوى المديرية الإقليمية ثانيا، والتي يكون هدفها مساعدة الأستاذ على أجرأة وتنزيل مشروعه التربوي والتعريف به.

  ثانيا:  أهداف مشروعنا التربوي:

( أ ) الأهداف العامة للمشروع:

  • التعامل مع البرامج والمناهج في إطار من التجديد والتنوع الصحيح، والقطع مع النمطية في الممارسة الميدانية.
  • تأهيل جماعة الأساتذة  من خلال تبادل الخبرة المهنية.
  • تأهيل الأستاذ للتلميذ معرفيا مهاريا ووجدانيا بمنحه فرصة الكشف عن شخصيته التي قد يستهين بها والحال أنه يحمل مقومات النجاح .

(ب) الأهداف الخاصة للمشروع:

  • التعرف على مفهوم التنوع البيداغوجي وأهم نظرياته في الحقل التربوي.
  • بيان أهمية التنوع البيداغوجي في تطوير العرض المدرسي.
  • الوقوف عند نظرية الذكاءات المتعددة وأهمية اعتبارها في التقويم.
  • التعريف بأدوار الأستاذ والمتعلم في ظل المقاربات التربوية الجديدة.
  • الوقوف عند متغير الخبرة المهنية ودورها في تطوير العرض في الفصل الدراسي.
  • بيان أهمية انفتاح الصف الدراسي على محيطه الداخلي والخارجي.
  • الوقوف عند بعض المقترحات العملية لتنزيل مشروع ” التجديد والتنوع البيداغوجي” في الحقل التربوي.
  • معرفة حدود النسبة بين الدعوة إلى الابتكار وما تمليه الوزارة الوصية والمشرفون التربويون من خلال المناهج والبرامج.

       هذا بالمجمل عرض مختصر للمشروع التربوي الذي نراه مناسبا في تقديرنا المتواضع، على أنه ليس مجرد اقتراح، بل هو تجربة شخصية يمتد أثرها الإيجابي ليشمل مواد دراسية أخرى غير مادة التربية الإسلامية . ولذلك فإننا نرى ابتداءا أن المشروع سهل التطبيق قوي الأثر، والحكم بجدوى المشروع من عدمه يتوقف على منحنا فرصة ترجمة النظرية إلى تجربة عملية ميدانية.

تقبلوا مني أسمى عبارات التقدير والاحترام

شاهد أيضا على نفس الموقع

بقلمــي، ذ. عزيز هادي

اترك تعليقاً